لعله من أخطر ما يجري في هذه الحقبة من تاريخ الأمة، أن الدول التي تأخذ بأسباب الحضارة الغربية، تكاد تجمع على مبدأ واحد وهو: ضرورة مقاومة العقيدة الإسلامية ومن يدينون بها أيا كانت جنسياتهم ومواطنهم. فهذه الدول الغارقة في وحل (المادية المفرطة التي لا ترعي للقيم الدينية والأخلاقية حرمة ولا للمواثيق والعقود الدولية عهداً)، تحاول أن تقنع الرأي العام الغربي وحتى العالمي، بأن الأمن والسلام لن يعم هذا الكوكب، ما لم يتم التخلص (حاشى لله) من تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو – في نظرها - للإرهاب في التعامل مع الآخر.
من هذا المنظور، أصبحت جمهورية إيران الإسلامية اليوم، المستهدف الرئيس لوسائل الدعاية الغربية نظراً لمعارضتها للسياسات الأمريكية والإسرائيلية الهادفة للهيمنة على المنطقة، والتحكم في ثرواتها النفطية، وفرض حلول لقضاياها بما يتفق والأجندة الصهيوأمريكية.
ولم يقتصر هذا الموقف على الدول الغربية فقط ، بل تعداه ليشمل دولاً وقوى عالمية أخرى لا تقل في تأثيرها على مستقبل العالم من تأثير الدول الغربية، وبخاصة الصين وروسيا الاتحادية. فقد ترددت الأنباء عن أن الصين قد مدت الوكالة الدولية للطاقة النووية بمعلومات عن البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي فُسِّر على أنه محاولة من بكين لمساعدة الوكالة في الكشف عما إذا كانت إيران تسعى لصنع سلاح نووي.
كما تواترت الأنباء عن أن روسيا الاتحادية أوضحت للأمريكيين، بأنها لن تسمح لإيران بإنتاج أسلحة نووية. ومن المعروف أن هاتين الدولتين اللتين تتمتعان بمكانة عالمية تكاد تقابل مكانة أمريكا ودول أوروبا .. هما الوحيدتان اللتان تعاضدان البرنامج النووي الإيراني على أساس أنه برنامج يُعنى فقط بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية.